تشهد صحراء محافظة أسوان شمالا وجنوبا مشهد غير معتاد، حيث تتحول مساحات واسعة من الأراضي الصحراوية القاحلة إلى واحات خضراء ومراكز لإنتاج الطاقة الشمسية، وذلك من خلال مشروعات الاستصلاح الزراعي مثل توشكى وسنابل سونو، بهدف زيادة الرقعة الزراعية ودعم الأمن الغذائي وتوفير الطاقة من مصادر مستدامة، ما يفتح آفاقًا جديدة للتنمية.
وفي نفس المشهد، تبرز ألواح الطاقة الشمسية التي تغطي مساحات شاسعة من صحراء أسوان، وتأتي في مقدمتها مشروعات كبرى مثل مجمع بنبان للطاقة الشمسية، إلى جانب محطات مثل فارس وأبيدوس.
هذه المحطات تجعل من أسوان مركزًا عالميًا للطاقة المتجددة، مستغلةً أشعة الشمس الساطعة على مدار العام.
مجمع محطات بنبان للطاقة الشمسية
يقام مجمع محطات بنبان للطاقة الشمسية بمنطقة صحراء كوم أمبو بأسوان، حيث تغطي مساحة تقدر بنحو 37 كيلومتر مربع، وتعد أكبر محطة طاقة شمسية حالياً في مصر، حيث تضم 32 محطة طاقة شمسية تنتج بين 20 إلى 50 ميجاوات، بقدرة إنتاج كلية تبلغ 1465 ميجاوات، ويساهم المشروع الذي نفذ باستثمارات تصل إلى 3 مليارات دولار في تقليل الانبعاثات الكربونية بنحو 2 مليون طن سنوياً، ومن المخطط أن يتوسع المشروع ليصل إلى إنتاج أكثر من 2000 ميجاوات مستقبلاً.
محطة أبيدوس للطاقة الشمسية
وفي صحراء كوم أمبو، وبالتحديد شمال موقع مجمع محطات بنبان للطاقة الشمسية، يقام مشروع محطة “أبيدوس” للطاقة الشمسية بقدرة إنتاجية تصل إلى 560 ميجاوات، والتي نفذتها شركة “إيميا باور” التابعة لمجموعة النويس الإماراتية باستثمارات 500 مليون دولار، حيث يغطي المحطة الجديدة متطلبات الطاقة السنوية لأكثر من ربع مليون منزل “256 ألف منزل”، كما ستساهم في تحفيض الانبعاث الكربونية بمعدل 783 ألف طن.
محطة فارس للطاقة الشمسية
وشرقا، وبالتحديد في قرية فارس بصحراء مركز كوم أمبو، نفذت شركة أكوا باور السعودية مشروع محطة “فارس” للطاقة الشمسية بقدرة 200 ميجاوات، واستثمارات تصل إلى 168 مليون دولار، حيث تساهم المحطة التي بدء التشغيل التجاري لها منتصف العام الجاري، في توفير احتياجات الطاقة لنحو 130 ألف وحدة سكنية وخفض 280 ألف طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً.
مشروعات طاقة شمسية مستقبلية في أسوان
لن تكتفي مصر عند هذا الحد، هذه المشروعات ماهي إلا انطلاقة نحو إقامة المزيد من مشروعات الطاقة المتجددة بمحافظة أسوان، والتي ستشمل محطة طاقة شمسية جديدة اخرى مجاورة لمحطة “أبيدوس” تحمل اسم “أبيدوس 2” بقدرة 1000 ميجاوات، بالإضافة لتنفيذ مشروع نظم بطاريات تخزين الطاقة لمحطة “أبيدوس 1” بقدرة 300 ميجاوات/ساعة ومشروع بطاريات التخزين BESS بقدرة 600 ميجاوات/ساعة لمحطة “أبيدوس 2″، باستثمارات تبلغ 800 مليون دولار.
كما تعتزم شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” الإماراتية وجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة التابع للقوات المسلحة المصرية التعاون في تطوير مشروع محطة عائمة للطاقة الشمسية بقدرة 5000 ميجاوات في بحيرة ناصر بأسوان، حيث تشمل المرحلة الأولى تنفيذ 2000 ميجاوات، والمرحلة الثانية 3000 ميجاوات، ومن المتوقع أن تساهم المحطة في توفير احتياجات الطاقة لنحو 7.3 مليون نسمة.
مشروع سنابل سونو بصحراء أسوان
وفي كوم أمبو أيضاً، يحيط بهذه المحطات العملاقة لتوليد الطاقة النظيفة، مساحات شاسعة من الأراضي الصحراوية التي تحولت إلى اللون الأخضر في فترة زمنية قياسية، والتي تقع ضمن مشروع “سنابل سونو” العملاق، الذي ينفذه جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة التابع للجيش المصري على مساحة 850 ألف فدان، في حين تصل مساحة المرحلة الأولى التي يجري تنفيذها حالياً بوتيرة سريعة – بحسب صور الأقمار الصناعية – إلى قرابة الربع مليون فدان.
ويشمل مشروع “سنابل سونو” بصحراء أسوان إقامة 90 كم ترع مكشوفة، تركيب 2101 جهاز ري محوري ذكي “بيفوت”، إنشاء عدد 2 محطة رفع و 726 كم شبكات مواسير فرعية، حفر وإقامة عدد 1250 بئر مياه جوفية.
مشروع تنمية جنوب الوادي بتوشكى
وفي أقصى جنوب محافظة أسوان، امتدت يد البناء والتنمية، لتنفيذ أحد أضخم المشروعات الزراعية في مصر، والتي توقفت لعقود من الزمان حتى أعيد احيائها مؤخراً، وهو مشروع تنمية جنوب الوادي بتوشكى، الذي يهدف المشروع إلى استصلاح وزراعة مساحات شاسعة من الأراضي الصحراوية على ضفاف بحيرات مفيض توشكى تصل مستقبلاً إلى نحو مليون فدان، وانتهى جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالجيش المصري من إستصلاح وزراعة ما يصل إلى نصف مليون فدان في فترة زمنية قياسية.
القطار الكهربائي السريع يشق صحراء أسوان
وفي الوقت الذي تنفذ فيه هذه المشروعات العملاقة في الزراعة والطاقة الشمسية، يشق القطار السريع الصحراء ليحقق تكاملا لعملية التنمية الشاملة التي تشهدها أسوان، حيث يجري العمل حاليا على إنشاء قطاعات االخط الثاني لشبكة القطار الكهربائي السريع، والتي تمتد بصحراء محافظة أسوان بداية من مركز السباعية، مروراً بكوم أمبو، حيث مشروع سنابل سونو، وصولاً إلى منطقتي توشكى وأبو سمبل، حيث يقام مشروع تنمية جنوب الوادي، ومن المخطط أن تضم هذه القطاعات 8 محطات لشبكة القطار السريع، تتنوع بين محطات إقليمية وأخرى سريعة.